تقديم إشكالي:
يعتبر التعايش وحوار الأديان من قيم المواطنة العالمية، ومبدأ من مبادئ الحفاظ على حقوق الإنسان.
- فما معنى حوار الأديان؟
- وكيف يساهم المغرب في ترسيخه؟
І – مفهوم حوار الأديان وأساليب:
1 – مفهوم حوار الأديان:
الحوار بين الأديان هو مجموعة من اللقاءات التحاورية والتواصلية بين ممثلي مختلف الديانات السماوية للعمل على سيادة الأمن والسلام في العالم، لذلك لا يقتصر حوار الديانات على التعريف بمبادئ كل ديانة والدفاع عنها، بل أصبح يشمل قضايا السلام العالمي ونبذ الحروب والعنف ومكافحة الفوارق الاجتماعية وصيانة كرامة وحقوق الإنسان والمحافظة على البيئة …، و يقوم حوار الأديان على مجموعة من الشروط، نذكر منها: الإيمان القوي بمبادئ الدين وأهدافه مع العلم الواسع بقضاياه وبالحرية والاستقلال في التفكير بعيداً عن كل الضغوط السياسية والمذهبية للوصول إلى الحق والاعتراف به، ويرتكز على مبادئ كالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بنبذ العنف والتعصب والكراهية، اعتماداً على العقل والبرهنة والإقناع بحثا عن نقط التلاقي والتعايش.
2 – تتعدد أساليب الحوار بين الديانات:
تتعدد أساليب حوار الأديان و تتخذ ثلاثة أشكال:
- حوارات فردية: تتم بشكل مباشر بين مفكرين وعلماء من مختلف الديانات لتدارس القضايا العقائدية والإنسانية.
- حوارات جماعية: تتم عن طريق المؤتمرات والندوات تحت إشراف حكومات أو جمعيات ترعى حوار الأديان، مثل اللقاء الإسلامي المسيحي بالأردن سنة 1982، ومؤتمر الحوار بين الأديان بتشيكوسلوفاكيا سنة 1986، والمؤتمر الإسلامي اليهودي الأول ببروكسيل سنة 2005، وذلك لدراسة سبل التعايش والسلم الدولي، ووضع المخططات لتحقيقه.
- حوارات بالمراسلة: عن طريق تبادل الرسائل بين العلماء المتخصصين في ديانات مختلف.
ІІ – موقف المغرب ومشاركته في حوار الأديان:
1 ـ موقف المغرب من حوار الأديان:
يعتبر المغرب دولة إسلامية، إلا أنه يضمن حرية ممارسة الشؤون الدينية لغير المسلمين وفقا للفصل السادس من الدستور، كما اعتبر وعلى مر العصور رمزا للتعايش بين مختلف الديانات، حيث تعيش فيه بكل طمأنينة أقليات مسيحية ويهودية تعتبر جسرا للتواصل الحضاري والثقافي مع مختلف المجتمعات.
2 ـ مشاركة المغرب في الحوار بين الأديان:
تتعدد آليات انخراط المغرب في تشجيع الحوار بين الأديان، وذلك عن طريق المساهمة في أنشطة حوار الأديان بالخارج، وتنظيم الندوات والملتقيات الدولية حول الموضوع، كلقاء الحوار بين الإسلام والمسيحية الذي احتضنته مدينة الرباط يوم 18 يونيو 1997، والندوة الدولية التي عقدتها منظمة الإسيسكو بالرباط حول موضوع “حوار الحضارات” خلال شهر يوليوز سنة 2001، بالإضافة إلى الانخراط في مختف المنظمات الدولية والإقليمية التي ترعى موضوع حوار الأديان (اليونسكو والإسيسكو).
خاتمة:
يعتبر حوار الأديان مظهرا من مظاهر تقدم المجتمعات ووسيلة لضمان الأمن والسلم بالعالم.
تحميل الدرس:
درس المغرب وحوار الأديان للسنة الثالثة إعدادي.