التعبير والإنشاء-تعريفه- أهدافه-أهميته-
التعريف اللغوي للتعبير:
التعبير لغة هو” الإبانة والإفصاح عما يختلج في نفس الإنسان من أفكار ومشاعر
وهذه الأفكار والمشاعر تكون مفهومة لدى الآخرين[1]“.
فالتعبير إذن هو الإبانة والإفصاح عما يجول في نفس الإنسان من أفكار ومشاعر وأحاسيس، ويكون إما بالحديث أو الكتابة، وترجمتها إلى مجموعة من المشاعر في صياغة سليمة.
كما أنه يمثل وسيلة مـن وسـائل التفـاهم والاتصال والتواصل والتفاعل بين الناس[2].
التعريف الاصطلاحي للتعبير:
يعرف التعبير اصطلاحا بكونه “العمل المدرسي المنهجي، الذي يسير وفق خطة متكاملة، للوصول بالمتعلم إلى مستوى يمكنه من ترجمة أفكاره، و مشاعره، وأحاسيسه، ومشاهداته، وخبراته، شفاهيا، وكتابتا ، بلغـة سليمة وفق نسق فكري معين.”
أما فيما يخص مكون التعبير والإنشاء، فإنه يعتبر من المكونات الأساسية في وحدة اللغة العربية، وذلك باعتبار العلاقة الوظيفية التي تجمعه بها، ذلك أنه يمثل الصورة التي تبرز فيها فاعليات المتعلم، واستثماره لما يطلع عليه في مختلف النصوص القرائية، وما يتعرفه من ظواهر لغوية.
فالتعبير والإنشاء إذن يعتبر معيارا أساسيا تقاس به حدود التمثلات المعرفية للمتعلم،
ومدى تنمية فاعليته الإبداعية. فهو بهذا يلخص منتهى الأنشطة ومقصدها، إذ يفسح
المجال واسعا للمتعلم كي يعبرعن أفكاره، ويستثمر مكتسباته، ويظهر قدراته اللغوية والفكرية والمنهجية، وهو لأجل هذا يعتبر مجالا لاكتساب مهارات تساعد على تنظيم المعرفة، والتطبيق عليها والإنتاج على نمطها ،وبالتالي فهو مكون أساسي لتحقيق التنشئة الاجتماعية لدى المتعلم .[3]
أهداف مكون التعبير والإنشاء:
إن مكون التعبير والإنشاء هو نشاط عقلي، يتكامل فيه نمو قدرات المتعلم ومهاراته المعرفية والوجدانية والحسية الحركية، وهو بحكم طبيعته هذه مجال لتقويم مستوى نمو القدرات ودرجات التحصيل لدى المتعلم، ومدى تمكنه من توظيف معارفه الأدبية وخبراته السابقة، كما أنه يمثل مجال للتغذية الراجعة، التي تمكن المدرس من مراجعة أساليب تدريسه، والعمل على تطويرها بما يضمن تحقيق الأهداف التربوية المرسومة.
بناء على التصور الجديد لمكون التعبير والإنشاء، وهو التصور المؤسَّس على المقاربة بالكفايات، والقيم المسطرة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، حددت لهذا المكون مجموعة من المبادئ التي من أهمها:
- الوصل بين الموضوع المقترح والمجال المبرمج.
- إقدار المتعلم على المهارات عبر الممارسة، وفتح المجال لحرية الكتابة والتخيل، مع مراعاة مهارات التعبير والإنشاء.
- تكييف المتعلم مع تقنيات التعبير الشفهي والكتابي، لإكسابه القدرة على مراعاة المقامات التواصلية، ووضعيات التلفظ.[4]
وبالانطلاق من كون التعبير والإنشاء تعبيرا وظيفيا، فإنه يهدف إلى خلق وتنمية مجموعة من المهارات المحددة، التي يقترن تحققها بالتزام المدرس بما يلي:
- أن يفهم بوضوح أهداف المهارة، وخطواتها والخبرات التي يجب توفرها لدى المتعلم.
- أن يتدرج في إكساب المتعلم للمهارة المستهدفة.
- أن يدربه عليها، لأن التدريب شرط أساس لنمو المهارة.
- أن يصمم التدريبات بحيث تكفل المرونة و تناسب الفروق الفردية.
- أن يوفر المواقف الحيوية التي يمكن ممارسة المهارات من خلالها.
- أن يستثير المتعلم ويزيد دوافعه نحو تعلم المهارة.
أهميته :
يستمد درس التعبير والإنشاء أهميته من ارتباطه الوثيق بمقررات مكوني درس النصوص ودرس المؤلفات، الشيء الذي يجعل منه مجالا لممارسة التحليل الأدبي، ومعالجة مواضيع أدبية و نقدية، وهو بذلك يساهم في تعميق رصيد التلميذ الأدبي وتوسيع أفقه الثقافي، وإكسابه أدوات إجرائية لتحليل النصوص، ودراسة القضايا التي يثيرها الدرس الأدبي.[5]
كما أن التعبير والإنشاء يكتسي أهميته من كونه قالبا يصب فيه المتعلم أفكاره، ويعبر من خلاله عن مشاعره وأحاسيسه، ويقضي به حوائجه في الحياة ويتمكن بفضله من فهم المقروء والمسموع بسهولة ويسر.
ومن أوجه الأهمية التي يكتسيها مكون التعبير والإنشاء، كونه غاية لجميع الدراسات اللغوية، حيث إن كل فروع اللغة الأخرى تأتي لتحقيق هذه الغاية؛ فإذا كانت النصوص القرائية تمد المتعلم بحشد من التعابير والأفكار والأساليب، وإذا كان مكون الدرس اللغوي يمكنه من التعبير بلغة سليمة صحيحة، فإن مكون التعبير والإنشاء يمثل الحصيلة النهائية لاستعمال هذه الفروع قوة وكتابة.
التكامل والتداخل في وحدة اللغة العربية:
يمثل مبدأ التكامل والتداخل بين مكونات وحدة اللغة العربية، مبدءا من أهم المبادئ الأساسية في المقاربة بالكفايات، ويمكن التمييز في صدد هذا التكامل والتداخل بين صنفين اثنين منه:
- تكامل داخلي: وهو القائم بين المكونات الداخلية للوحدة.
- تكامل خارجي: تمتد من خلاله وحدة اللغة العربية في وحدات أخرى، من قبيل الاجتماعيات والفلسفة والرياضيات… حيث إن كل هذه الوحدات تدرس باللغة العربية، الشيء الذي يؤطر وحدة اللغة العربية وباقي الوحدات ضمن علاقة تكاملية وظيفية، توظف من خلالها اللغة العربية في التواصل بين باقي الوحدات، فيُستثمر التعلم من خلال هذا بواسطة اللغة العربية.
وفي صدد حديثنا عن الترابط والتكامل بين مكونات وحدة اللغة العربية، وجب علينا الوقوف للتمييز بين هاذين المفهومين الأساسيين وهما الترابط والتكامل حيث إن:
- الترابط: يكون على المستوى العضوي، حيث تشكل كل مكونات وحدة اللغة العربية أعضاء لكيانها الواحد، حيث لا يمكن الحديث عن هذه الوحدة دون الحديث عن باقي أجزائها.
- التكامل: ويتمثل في الفاعلية والتفاعل بين عناصر الوحدة، حيث يكون كل عنصر فاعلا بالنسبة للعناصر الأخرى.
أوجه الترابط ومظاهر التكامل بين الوحدات:
- بالنسبة للدرس اللغوي: فإنه لا يمكن أن يستقيم بدون نص، ذلك أن بناء درس اللغة، ينطلق من نص قرائي. فالنص القرائي بناء على هذا الأساس يشكل منطلقا لدرس اللغة.
أما بخصوص علاقة الدرس اللغوي بالتعبير والإنشاء، فإنه يمثل بالنسبة إليه رافدا مهما، حيث إن بناء نص في التعبير والإنشاء يستوجب استظهار قواعد اللغة السليمة.
بالنسبة لمكون النصوص القرائية: فإنه يتكامل مع باقي المكونات من خلال ما يتم فيه من تطبيق المكتسبات اللغوية أثناء القراءة.
أما بخصوص علاقة مكون التعبير والإنشاء بالنصوص القرائية، فإن القراءة تمثل رافدا من أهم روافد الإنشاء، ذلك أنها تمثل مصدرا معرفيا وثقافيا وفكريا له، من هنا فإن التعبير والإنشاء يمثل مصبا للنصوص القرائية.
أما بالنسبة لمكون التعبير والإنشاء: فإننا نستحضر في إنتاجه مجموعة من المهارات المناسبة من مختلف النصوص، فالنصوص الشعرية على سبيل المثال، تُكسب المتعلم الآليات الجمالية في التعبير، أما بخصوص النصوص المسترسلة فإنها تكسبه آليات الحكي والسرد، من خلال التعبير الكتابي والشفوي، المستعمل في التعبير والإنشاء، وذلك من منطلق أن التعبير والإنشاء، إما أن يكون تعبيرا شفويا، أو تعبيرا كتابيا.
أنوع التعبير و الإنشاء
تتنوع أشكال التعبير والإنشاء إلى مجموعة من الأصناف التي من أهمها:
- التعبير الوظيفي: يعبر من خلاله المتعلم عن مختلف حاجاته اليومية،بحيث يؤدي وظيفة خاصة للفرد والجماعة شفويا وكتابيا،فيمثل التعبير الوظيفي من هذا المنطلق ضرورة لكل الأفراد داخل المجتمع.
- التعبير الإبداعي: تعبير يتأسس على الذوق والتعبير الابتكاري الذي يعبر من خلاله الفرد عن تخيلاته ومشاعره بأسلوب أدبي مشوق ويمثل على المثال في القصة والخاطرة والمقالة والمسرحية…
- التعبير الشفوي: يهدف إلى اكتساب القدرة على التعبير الجيد بالنسبة للفرد، حيث ينمي لديه إمكانات طرح الأسئلة والحوار والمناقشة..
- التعبير الكتابي :يترجم المتعلمون من خلاله أفكارهم بما يناسب قدراتهم اللغوية في سياق فني جمالي
- أنشطة الاكتساب
الحصة الأولى
تستهدف هذه الأنشطة إعداد المتعلم وتدريبه على اكتساب المهارة المستهدفة ،حيث يكلف الأستاذ تلاميذه بإعداد التمارين الموجودة في كتاب المتعلم وهذا عبارة عن إعداد قبلي ،قصد استثمارها في هذه الحصة وتختتم هذه الحصة بدعوة التلاميذ إلى إنجاز الأنشطة التطبيق المقترحة في المنزل.
-
أنشطة التطبيق
الحصة الثانية
يتسلم الأستاذ إنجازات المتعلمين (أنشطة التطبيق) خلال الأسبوع الثاني ويصححها ،وتخصص هذه الحصة في الأسبوع الثالث لتقويم مدى استيعاب المتعلمين لخطوات
المهارة المستهدفة واكتسابهم لتقنياتها ،كما تروم أنشطة هذه الحصة دعم جوانب التعثر لديهم.
-
أنشطة الإنتاج
الحصة الثالثة
تخصص هذه الحصة في الأسبوع الرابع لإنتاج إنشاءات داخل الفصل ينتقيها الأستاذ من أنشطة الإنتاج التي يتضمنها الكتاب المدرسي ،أو يقترح موضوعات جديدة توظف فيها المهارة المستهدفة.
-
أنشطة التقويم
الحصة الرابعة
هذه الحصة الأخيرة في الأسبوع الخامس لتصحيح إنجازات المتعلمين وتقويم مكتسباتهم.
منهجية التعبير والإنشاء:
-
أنشطة الاكتساب
- يتعلق الأمر بالإعداد القبلي بناء على توجهات من الأستاذ تحيل على تمارين مثبتة في الكتاب المدرسي،وتتنوع بتنوع المهارات والموضوعات .
-
أنشطة التطبيق
- أعمال يشرف الأستاذ على إنجازها وتصحيحها وترتكز على منجزات الإعداد القبلي،كما تحدد فيها عناصر ممارسة المهارة المستهدفة .
-
أنشطة الإنتاج
- تتوج ما سبقها في أنشطة الاكتساب والتطبيق وتتيح للمتعلم أن يستثمر حصيتله.
[1] – اللغة العربية مناهجها وطرق تدريسها، طه علي الدليمي وسعاد عبد الكريم عباس الوائلي دار الشروق للنشر والتوزيع،عمان، الأردن، 2005 ،ص 13
[2] – طرائق تدريس الأدب والبلاغة والتعبير – بين التنظير والتطبيق- سعاد عبد الكريم عباس الوائلي ،دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 2004 ،ص77.
البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بمادة اللغة العربية بالسلك الثانوي الإعدادي الصفحة: 20[3]
[4] – الكتاب الأبيض الجزء 3 ص 15