مدخل تمهيدي:
جاء الإسلام بشریعة سمحة أقرت الحق والعدل، وأنصفت المحتاجین، وجعلت لهم حقوقا على الأقویاء، فساد التضامن والتكافل بین الناس.
- فما المراد بذوي الحاجات الخاصة؟
- وما هي حقوقهم في الإسلام؟
النصوص المؤطرة للدرس:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا﴾.
[سورة الفتح، الآية: 17]
عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».
[صحيح مسلم]
I – دراسة النصوص وقراءتها:
1 – توثيق النصوص:
أ – التعريف بسورة الفتح:
سورة الفتح: مدنية، عدد آياتها 29 آية، ترتيبها 48 في المصحف الشريف، نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية بعد سورة الجمعة، سميت بهذا الاسم لأن الله تعالى بشر المؤمنين بالفتح المبين، تعني السورة بجانب التشريع شأن سائر السور المدنية التي تعالج الأسس التشريعية في المعاملات والعبادات والأخلاق والتوجيه.
ب – التعريف بالنعمان بن بشير:
النعمان بن بشير: هو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصاري الخزرجي، ويكنى أبو عبد الله، أحد صحابة الرسول ﷺ، وكان أول مولود ولد في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهرًا فأتت به أمه (أخت عبد الله بن رواحة) تحمله إلى النبي ﷺ فبشرها بأنه سيعيش حميدًا ويقتل شهيدًا ويدخل الجنة، قتل سنة 65 للهجرة.
II – فهم النصوص:
1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:
- حرج: إثم وذنب (في ترك الجهاد فقط).
- توادهم: من الود، وهو الحب.
- تراحمهم: رحمة بعضهم بعضا.
- تعاطفهم: من العطف، وهو الحنان.
- اشتكى: تألم وتضرر ومرض.
- تداعى له سائر الجسد: شاركه في الشكوى.
- السهر: ذهاب النوم بسبب الألم.
- الحمى: ارتفاع حرارة البدن (فوق °37)..
2 – المعاني الأساسية للنصوص:
- الأصناف التي رفع الله عنها الحرج في الآية الكريمة هي: الأعمى والأعرج والمريض.
- تشبيه الرسول ﷺ المؤمنين في توادهم وتراحمهم بالجسد الواحد.
تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – واجب المجتمع المسلم نحو ذوي الحاجات الخاصة:
1 – مفهوم ذوي الحاجات الخاصة:
ذوي الحاجات الخاصة: هم الأشخاص العاجزون عن توفير ضروريات حياتهم بشكل كلي أو جزئي، بسبب إعاقتهم أو فقرهم أو يتمهم.
2 – حكم الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة:
يجب الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة، لأن الاهتمام بهم من حسن إيمان المسلم، ومن الأمور التي تجلب لصاحبها الرحمة من الله، قال ﷺ: «مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللَّهُ».
3 – المؤسسات والجهات الراعية لذوي الحاجات الخاصة:
الأغنياء، مؤسسات الدولة، الجمعيات الخيرية، المجتمع المدني، أموال الزكاة والصدقات التطوعية، مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
II – حقوق ونتائج حماية حقوق ذوي الحاجات الخاصة:
1 – حقوق ذوي الحاجات الخاصة:
- العلاج الشامل وبالمجان للتخفيف عنهم ماديا ومعنويا.
- النفقة عليهم لضمان الحياة الكريمة لهم.
- التعليم المناسب لإعاقتهم.
- مساعدتهم وقضاء حاجاتهم وإدخال السرور عليهم.
2 – نتائج حماية حقوق ذوي الحاجات الخاصة:
- الاطمئنان النفسي والجسدي والإحساس بالرعاية والاهتمام.
- التكافل الاجتماعي الناتج عن النفقة عليهم وكفالتهم مما يشعرهم بالحنان والعطف.
- الإدماج المهني والدخول إلى سوق العمل بما يناسب قدراتهم وظروفهم الصحية.
- الإدماج في المجتمع والمشاركة في ركب التقدم، بدلا الانطواء والشعور بالنقص والسلبية.
بالتوفيق