تحضير نص في معمل السردين (الأولى إعدادي)
المجال: الاجتماعي والاقتصادي.
المكون: النصوص القرائية.
العنوان: في معمل السردين.
الكتاب المدرسي: المفيد في اللغة العربية.
نص الانطلاق:
كان المعمل يضم أنماطا متنوعة من الشغل، معقدة، تصب في وحدتها النهائية عندما تلفظ علب السردين الصفيحية ساخنة، زاهية الألوان، متراصة بانتظام في صفوف يحركها حزام يدور تحتها بتؤدة لتعبأ في الصناديق الخشبية وتحمل في الشاحنات إلى الميناء، ثم إلى حيث لا يدير أحد.
كانت هذه الشاحنات الضخمة في حركة دائبة، فعدا هاته التي تحمل أكياس العلب الجاهزة، هناك أخرى تقبل في كل وقت من ليل أو نهار، سواء من المرسى القريب أو من أقصى موانئ الجنوب محملة بأكياس السردين، متراكما على بعضه، تتخلله طبقات من الملح رشت عليه تفاديا لفساده قبل أن يصل إلى المعمل. وما تكاد حمولة السردين تصل في أي وقت من ليل أو نهار حتى يكون كل شيء معدا لاستقبالها: فطاولات العمل جاهزة نظيفة، والعمال والعاملات بالانتظار. ذلك أن “الغوات” يكون قد سارع بنفيره قبل حلول الحمولة بفترة كافية، يعلن وصولها… وتبدأ عملية إفراغ الشاحنات من حمولتها بواسطة صناديق خشبية. وهي عملية لا يراعى فيها اختصاص، بل يشار ك الجميع كبارا وصغارا، نساء ورجالا، في هرج وسرعة يختلط فيها اللغط بالضحكات وارتطام البعض بالآخر، وتعثر الأقدام على الإسفلت الرطب بالمياه المتقاطرة من الصناديق والأملاح…
حتى إذا انتهى ذلك، ساد المعمل شيء من النظام، إذ يقصد كل مكانه، وينصرف إلى أداء دوره. فطائفة تفرغ الصناديق في صهاريج كبيرة ملأى بالمياه المملحة، وأخرى تغمس أيديها إلى ما يقارب الإبطين في هذه الصهاريج لغسل السردين، وإزالة قشوره الرقيقة، ووضعه في صناديق تحمل إلى الطاولات، حيث تعمل فيه الأيدي مسلحة بسكاكين صغيرة لإزالة الرأس والأحشاء، ليمر من جديد في صهاريج صغيرة أنظف. ومن هناك إلى الفرن، حيث يسلق قبل أن يعبأ في العلب، ويصب عليه الزيت وتختم عليه العلب، لتمر في فن الطبخ الأخير. ومن هناك، تمسح العلب الساخنة بنشارة الخشب لإزالة ما قد يعلق بجوانبها من الزيت، وترتب في صناديق التصدير إلى الشاحنة …
عمليات أساسية متكاملة، تكون في نفس الوقت تصنيفا لفئات العمال والعاملات من حيث الأقدمية ومقدار الأجرة.
وكان الرجال في معامل السردين يمثلون أفضل طبقة. فجلهم يمثل ركائز ثابتة في المعمل، يسيرون الآلات أو يركبون الألواح الخشبية الجاهزة لتصبح صناديق، أو ما إلى ذلك من أشغال تتسم بنوع من الأهمية تجعلهم ينظرون إلى النساء بنوع من الاستعلاء والتحكم، ويضحكون ويتغامزون على إحداهن عندما تفقد توازنها وتسقط …
كانت هذه الشاحنات الضخمة في حركة دائبة، فعدا هاته التي تحمل أكياس العلب الجاهزة، هناك أخرى تقبل في كل وقت من ليل أو نهار، سواء من المرسى القريب أو من أقصى موانئ الجنوب محملة بأكياس السردين، متراكما على بعضه، تتخلله طبقات من الملح رشت عليه تفاديا لفساده قبل أن يصل إلى المعمل. وما تكاد حمولة السردين تصل في أي وقت من ليل أو نهار حتى يكون كل شيء معدا لاستقبالها: فطاولات العمل جاهزة نظيفة، والعمال والعاملات بالانتظار. ذلك أن “الغوات” يكون قد سارع بنفيره قبل حلول الحمولة بفترة كافية، يعلن وصولها… وتبدأ عملية إفراغ الشاحنات من حمولتها بواسطة صناديق خشبية. وهي عملية لا يراعى فيها اختصاص، بل يشار ك الجميع كبارا وصغارا، نساء ورجالا، في هرج وسرعة يختلط فيها اللغط بالضحكات وارتطام البعض بالآخر، وتعثر الأقدام على الإسفلت الرطب بالمياه المتقاطرة من الصناديق والأملاح…
حتى إذا انتهى ذلك، ساد المعمل شيء من النظام، إذ يقصد كل مكانه، وينصرف إلى أداء دوره. فطائفة تفرغ الصناديق في صهاريج كبيرة ملأى بالمياه المملحة، وأخرى تغمس أيديها إلى ما يقارب الإبطين في هذه الصهاريج لغسل السردين، وإزالة قشوره الرقيقة، ووضعه في صناديق تحمل إلى الطاولات، حيث تعمل فيه الأيدي مسلحة بسكاكين صغيرة لإزالة الرأس والأحشاء، ليمر من جديد في صهاريج صغيرة أنظف. ومن هناك إلى الفرن، حيث يسلق قبل أن يعبأ في العلب، ويصب عليه الزيت وتختم عليه العلب، لتمر في فن الطبخ الأخير. ومن هناك، تمسح العلب الساخنة بنشارة الخشب لإزالة ما قد يعلق بجوانبها من الزيت، وترتب في صناديق التصدير إلى الشاحنة …
عمليات أساسية متكاملة، تكون في نفس الوقت تصنيفا لفئات العمال والعاملات من حيث الأقدمية ومقدار الأجرة.
وكان الرجال في معامل السردين يمثلون أفضل طبقة. فجلهم يمثل ركائز ثابتة في المعمل، يسيرون الآلات أو يركبون الألواح الخشبية الجاهزة لتصبح صناديق، أو ما إلى ذلك من أشغال تتسم بنوع من الأهمية تجعلهم ينظرون إلى النساء بنوع من الاستعلاء والتحكم، ويضحكون ويتغامزون على إحداهن عندما تفقد توازنها وتسقط …
مبارك ربيع
“الريح الشتوية”
“الريح الشتوية”
أولا: تأطير النص:
1-صاحب النص: هو الكا تب الأديب المغربي مبارك ربيع، المزداد سنة 1935 بإقليم سطات، حصل على الإجازة في الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع سنة 1967، ثم على دبلوم الدراسات العليا في علم النفس سنة 1975، كما أحرز على دكتوراه الدولة سنة 1988.له إنتاج غزير في القصة القصيرة، الرواية، المقالة الأدبية والبحث في علم النفس والتربية. نشر أعماله بمجموعة من الصحف والمجلات: التحرير، العلم، دعوة الحق، أقلام، الآداب، الكتاب العربي، الوحدة، أبعاد فكرية، العربي…
من مؤلفاته:
من مؤلفاته:
- سيدنا قدر، طرابلس، دار المصراتي، 1969. (قصة)
- دم ودخان، تونس، الدار العربية للكتاب، 1975.(قصة)
- شروخ في المرايا سنة 1994
- رفقة السلاح والقمر، الدار البيضاء، دار الثقافة، 1976.(رواية)
- الريح الشتوية، تونس، الدار التونسية للنشر، 1977. ( من بين أفضل 105 رواية عربية )
- عواطف الطفل: دراسة في الطفولة والتنشئة الاجتماعية.
- مخاوف الأطفال وعلاقتها بالوسط الاجتماعي (دراسة)
2- مصدر النص: نص “معمل السردين” مأخوذ رواية “الريح الشتوية”
3- نوعية النص: نص وصفي يندرج ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي..
3- نوعية النص: نص وصفي يندرج ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي..
ثانيا: ملاحظة النص:
1- تحليل العنوان:
أ- تركيبيا: العنوان عبارة عن شبه جملة خبر لمبدأ محذوف تقديره “هنا”
ب- دلاليا: يحيل العنوان إلى ما يحدث في معمل السردين.
2- التعليق على الصورة: الصور عبارة عن صور فوتوغرافية للمراحل التي يمر منها السردين قبل تعليبه.
3- العلاقة بين العنوان والصورة: علاقة توضيحية، حيث توضح الصور المراحل التي يمر من السردين في نعمل السدين منذ دخوله إلى المعمل في شاحنة إلى حين خروجه في علب صفيحية.
4- فرضيات النص: من خلال تحليل العتبات نفترض أن النص:
- سيصف مراحل العمل في معمل السردين.
- سيصف كيفية تعليب السردين .
ثالثا: فهم النص:
1- الشروح اللغوية:
- أنماط: أنواع.
- تلفظ: تُطرح، وتُرمى.
- تؤدة: تمهل.
- دائبة: مستمرة.
- اللغط: الضجة.
- ارتطام: اصطدام.
- أسفلت: مادّة بتروليّة ثقيلة سوداء اللون تتخلَّف من تقطير البترول الخام وتُستعمل في تعبيد الطرق ونحو ذلك.
- طائفة: مجموعة من الأشخاص.
2- المضمون العام: وصف الكاتب للمراحل التي يمر منها السردين قبل تعليبه وتصديره.
3- المضامين الجزئية:
الفقرات
|
المضامين
|
من بداية النص إلى يصل إلى المعمل
|
وصف الكاتب للمعمل وأنواع العمل فيه، وحركة الشاحنات داخله.
|
من و ما تكاد
إلى الأملاح
|
تعاون كل العمال على إفراغ الشاحنات من حمولتها.
|
من حتى إذا
إلى الشاحنات
|
تخصص كل عامل بعمل معين في سلسلة تعليب السردين.
|
من عمليات
إلى آخر النص
|
تصنيف فئات العمال داخل المعمل حسب الأقدمية واهمية العمل والجنس.
|
ثالثا: تحليل نص في معمل السردين (الأولى إعدادي):
1- الحقول المعجمية:
المجال الاجتماعي
|
المجال الاقتصادي
|
كبار وصغار – نساء ورجال – أفضل طبقة –
|
المعمل – الشغل – الميناء – العمال والعاملات – التصدير – مقدار الأجرة – الآلات –
|
التعليق على الجدول:
يلعب المعمل إذن دورا اقتصاديا يؤثر على المستوى الاجتماعي للعمال حيث يوفر فرص شغل ويحمي الشباب من شبح البطالة.
2- البنية الوصفية للنص:
الواصف
|
الموصوف
|
عناصر الوصف
|
مبارك ربيع
|
المعمل
|
يضم أنماطا متنوعة من الشغل
|
الشاحنات
|
حركة دائبة – تحمل العلب الجاهزة
|
|
العمال
|
– يقصد كل مكانه وينصرف لأداء دوره.
– يمثلون طبقة أفضل
– يسيرون الآلات
|
|
مراحل العمل
|
طائفة تفرغ الصناديق …
|
3- قيم النص:
قيمة اقتصادية: دور المعامل في توفير فرص عمل.
خامسا: تركيب نص في معمل السردين (الأولى إعدادي).
يصف مبارك ربيع معمل السردين والنظام الذي يسوده والمراحل التي يمر منها السردين قبل تعليبه وتصديره، حيث تبدأ العمليات بدخول الشاحنات المحملة بالسردين الطري والقادمة من مختلف موانئ المغرب إلى المعمل، حيث يتعاون كل العمال لإفراغها دون مراعاة لاختصاص، وبعد إفراغها يختص كل عامل بدوره، فمنهم من يفرغ السردين في صهاريج الماء ومنهم من ينظف السردين من القشور والأحشاء ومنهم من يكون وسيطا بين العمال… لتخرج في النهاية علب السردين ساخنة وتحمل في شاحنات أخرى للتصدير.
وأشار الكاتب إلى أن الرجال يتمتعون بأفضلية في الأجر ونوعية العمل مقارنة بالنساء، ما يجعل الرجال ينظرون باستعلاء إلى النساء.
وأشار الكاتب إلى أن الرجال يتمتعون بأفضلية في الأجر ونوعية العمل مقارنة بالنساء، ما يجعل الرجال ينظرون باستعلاء إلى النساء.