وضعية الانطلاق:
دار حوار بينك وبين أحد رواد موقع التواصل حول الاهتمام بوصايا الرسول ﷺ، فذكرته بعظم وصايا الرسول ووجوب الالتزام بها، فألفيته غير مهتم بهذا الأمر، وحجته أن القرآن تكفي وصاياه ويستغنى بها عن وصايا الرسول ﷺ.
- فما رأيك في ذلك؟
أنشطة القراءة:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿… وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
[﴿… وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ]
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، بِتِسْعٍ: «لَا تُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ، وَلَا تَتْرُكَنَّ الصَّلاةَ الْمَكْتُوبَةَ مُتَعَمِّدًا، وَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَلَا تَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَا، وَلاَ تُنَازِعَنَّ وُلاةَ الأَمْرِ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّكَ أَنْتَ، وَلاَ تَفْرُرْ مِنَ الزَّحْفِ، وَإِنْ هَلَكْتَ وَفَرَّ أَصْحَابُكَ، وَأَنْفِقْ مِنْ طَوْلِكَ عَلَى أَهْلِكَ، وَلا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ، وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
[أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد، باب: يبر والديه ما لم يكن معصية، رقم الحديث: 18]
توثيق النصوص:
أ – التعريف بسورة الحشر:
سورة الحشر: مدنية، عدد آياتها 24 آية، ترتيبها 59 في المصحف الشريف، نزلت بعد «سورة البينة»، سميت بهذا الاسم لأن الله الذي حشر اليهود وجمعهم خارج المدينة هو الذي سيحشر الناس ويجمعهم يوم القيامة للحساب، تعنى هذه السورة الكريمة بجانب التشريع شأنها شأن سائر السور المدنية.
ب – التعريف بأبي الدرداء:
أبو الدرداء: هو مكبر بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك الخزرجي الأنصاري، والدرداء اسم ابنته كنى بها فقامت الكنيه مقام اسمه حتى لا يكاد يعرف إلا بها، صحابي جليل، يلقب بحكيم الأمة، أسلم يوم بدر، وهو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد النبي ﷺ، ولاه معاوية بن أبي سفيان قضاء دمشق بأمر من عمر بن الخطاب، توفي عام 32 هـ بمدينة الإسكندرية في عهد خلافة عثمان بن عفان.
قاموس المفاهيم الأساسية:
- برئت من الذمة: أي حفظ الله وعهده.
- أن تخرج من مالك: لو أراد مالك كله فلا تمنعه.
- الزحف: الجهاد والقتال.
- لا تنازع الأمر أهله: لا تخرج على الحكام.
- لا ترفع عصاك على أهلك: لا تضرب أهلك.
- طولك: السعة والخير.
المضامين الأساسية للنصوص:
- أمر الله تعالى بطاعة النبي ﷺ، في أوامره ونواهيه، وتحذيره من عقوبة مخالفته.
- يبين الحديث الشريف الوصايا التسع التي أوصى بها النبي ﷺ أبا الدرداء رضي الله عنه ليعمل بها ويبلغها إلى سائر الأمة.
تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – مظاهر محبة الرسول ﷺ الخير لأمته:
- حرصه على التخفيف عليهم، وكراهته أن يشق عليهم، ومن ذلك تخفيف عدد الصلواة بسببه.
- حرصه على هدايتهم، وتزكيتهم.
- إرشاده إياهم إلى كل خير، وتحذيره لهم من كل شر.
- رأفته ورحمته بهم ومن ذلك ادخاره دعوته ليشفع لهم بها يوم القيامة.
- حرصه على تقديم النصائح والوصايا إليهم.
II – التعريف بالوصايا التسع للرسول ﷺ:
الوصية النبوية: جمع وصايا، وهي من جوامع كلم الرسول ﷺ، جمعت بين الأمر والنهي وأحكام متعددة موجهة إلى كافة المسلمين:
- التحذير من الشرك ولو اشتد المكرِه عليه، لأنه أكبر الكبائر وأعظم الظلم، فلا مساومة على العقيدة.
- التحذير من ترك الصلاة، لأنها عمود الدين، وأعظم الشرائع التي فرضها الله تعالى.
- الأمر بطاعة الوالدين في غير معصية، حتى لو لحقك الضرر بذلك، لعظم حقهما عليك.
- النهي عن التولي يوم الزحف، لأن الدفاع عن الدين وعن المستضعفين واجب يحرم التخلي عنه إذا تعين.
- النهي عن شرب الخمر، لما علم من كونها مفتاح كل شر
- النهي عن الخروج عن طاعة ولي الأمر، لما يلحق ذلك من خراب وسفك للدماء.
- الإنفاق على الأهل على قدر الاستطاعة، لقوله تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ﴾.
- الأمر بوعظ الأهل وتحذيرهم من معصية الله، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾.
- الأمر بتأديب العيال والحزم معهم، حتى لا تفسد أخلاقهم، ولا يتركوا الواجبات، قال ﷺ: «مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ».
III – تمثل الوصايا معرفيا ووجدانيا وسلوكيا:
- أوحد الله تعالى وأتجنب كل مظاهر الشرك التي تحبط العمل الصالح.
- أحافظ على الصلوات الخمس وأدعمها بالنوافل.
- أطع ولي الأمر في الحق.
- أؤمن بأن بذل النفس في سبيل الله أعظم أنواع البر.
- أجتنب الخمر (وكل مسكر) ومن يتعاطها وأعتبرها أم الخبائث.
- أثبت في موقف الدفاع عن حوزة الإسلام والمسلمين.
- لا أبخل على أهلي مستقبلا بالإنفاق، وأمتعهم بما أقدر عليه من الطيبات.
- أعامل أهلي بالرفق والحزم، وأذكرهم بحق الله تعالى ووجوب خشيته.