الادارة التربوية-المهام-المسؤليات…:
تقديم:
أصبحت المؤسسات التعليمية في عصرنا الحاضر، تتميز بتنوع وتعدد المهام والأنشطة، حيث تخلت الإدارة المركزية عن كثير من اختصاصاتها لصالح مرافق إدارية خاصة تستجيب لهذا التنوع والتعدد، ونجد الإدارة التربوية من بين الأجهزة التي لها مهام ومسؤوليات تدبيرية وتسييرية متنوعة، وبالتالي فهي لا تعتمد على شخص معين بالذات وإنما على فريق من الإداريين والمسؤولين:
فماذا يقصد إذا، بالإدارة التربوية؟ وما هي أهم مواصفاتها؟ وما هي مكوناتها؟ وما المسؤوليات والمهام المكلفة بها؟
مفهوم الإدارة التربوية:
هي إحدى المصالح الخارجية التابعة للوزارة حسب تراتبية إدارية تصاعدية، هذه التراتبية هي المدرسة ثم النيابة ثم الأكاديمية فالوزارة. إن الإدارة التربوية وتسمى أيضا الإدارة المدرسية وسيط بين هيئة التدريس والتلاميذ والنيابة والأكاديمية، الشيء الذي يجعلها تتحمل مسؤولية جسيمة سواء على مستوى الإخبار والإعلام وتوزيع المذكرات والقوانين الجديدة، أو على مستوى التوزيع والتنظيم ومراقبة سير الدراسة والإمتحانات.
وبهذا يمكن القول أن الإدراة التربوية لمؤسسة التعليم الثانوي الإعدادي هي: مصلحة أو جهاز يتولى ضبط وتسيير جميع شؤون المؤسسة، وهي مسؤولة عن توفير جميع الشروط والظروف الكفيلة بقيام الأطر التعليمية والإدارية والتقنية بمهامها على الوجه المطلوب، وتعمل الإدارة التربوية بمقتضى نصوص تشريعية وتنظيمية تحدد المهام والمسؤوليات، وتضع القوانين الداخلية لضبطها وتسييرها ومراقبتها.
مواصفات الإدارة التربوية من خلال الميثاق الوطني:
نص الميثاق الوطني للتربية والتكوين على مجموعة من المواصفات التي يجب توفرها في الإدارة التربوية، وهي كالأتي:
- القدرة على استشراف المستقبل ولعب دور القيادة.
- القدرة على التسيير القائم على أهداف محددة واستراتيجية واضحة، يتجاوز التسيير العشوائي والتلقائي القائم على مجرد تنفيذ المذكرات.
- القدرة على تأطير وتوجيه مختلف الفاعلين داخل المؤسسة.
- القدرة على التواصل الفعال والحوار البناء والتنسيق الجيد.
- القدرة على التدبير المالي والمادي.
- المعرفة بجميع أليات وتقنيات وطرائق تدبير الموارد البشرية.
مكونات الإدارة التربوية:
تعتبر أطر الإدارة التربوية بمؤسسات التعليم والتكوين ذات مسؤولية جسيمة لا تقل أهمية عن أطر التربية والتعليم، إذ من خلال مهامها تتجلى أهمية ودور الظروف والإمكانات المتاحة ومدى تحكمها في سيرورة الفعل التعليمي التعلمي، وبالتالي يتشكل أثرها بقدر جودتها وفعاليتها وصلاحيتها. وتتكون الإدارة التربوية في مؤسسة الثانوي الإعدادي من فريق متكامل ومنسجم، يتشكل بالأساس من:
-
المـديــر:
باعتباره رئيسا للمؤسسة ومشرفا على تسيير شؤونها الإدارية والمالية والمادية، لذلك فدوره رئدا في التسيير والتدبير والتوجيه والإرشاد والتنشيط، بخلق مناخ إيجابي داخل الفريق الذي يشتغل معه، وداخل المؤسسة بصفة عامة، والإبتعاد عن السلوكات الفردية الإقصائية وإشراك الجميع. ويشترط في المدير أن يكون قد نال تكوينا أساسيا في مجال الإدارة التربوية (تكوين نظري وميداني وذاتي).
-
مهام المدير ومسؤولياته:
اعتبارا لكون الإدارة التربوية قطاعا فاعلا في توفير الأجواء والظروف المساعدة في تحقيق الرسالة التعليمية المتوخاة من المؤسسة التربوية عامة. فإنه يفرض على رئيسها مهام ومسؤوليات كثيرة ومتنوعة، منها:
- الإشراف على التدبير الإداري (تنفيذ التعليمات الإدارية والتربوية، ضبط وتسيير جميع العمليات الإدارية من مراسلات وملفات ووثائق…) والمادي (المحافظة على بناية المؤسسة وممتلكاتها) والمالي للمؤسسة، ومراقبة العاملين بها في إطار إحترام النصوص التشريعية والتنظيمية والمذكرات والمناشير المصلحية الجاري بها العمل.
- رئاسة مجالس المؤسسة واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتطبيق مقرراتها.
- العمل على حسن سير الدراسة والنظام في المؤسسة وتوفير شروط الصحة والسلامة للأشخاص والممتلكات.
- إقتراح وسائل العمل الضرورية لتدبير شؤون المؤسسة على النيابة والأكاديمية.
- إعداد برنامج عمل سنوي خاص بأنشطة المؤسسة والعمل على تنفيذه بعد دراسته من طرف مجلس التدبير وعرضه على كل من المدير الإقليمي ومدير الأكاديمية.
- إبرام إتفاقيات الشراكة وعرضها قبل الشروع في تنفيذها على موافقة المديرية الإقليمية والأكاديمية.
- تمثيل المؤسسة محليا لدى السلطات العمومية، والهيئات المنتخبة.
- وضع تقرير عام سنوي حول نشاط وسير المؤسسة لعرضه على مجلس التدبير وإرساله إلى المديرية الإقليمية.
- شروط إسناد منصب مدير الإدارة التربوية:
- الحراس العامين بالإعداديات الذين قضوا 4 سنوات من العمل على الأقل بهذه الصفة.
- النظار الذين قضوا سنتين(2) من العمل على الأقل بهذه الصفة، وسبق لهم العمل بالتعليم الإعدادي لمدة لا تقل عن أربع(4) سنوات.
- المستشارين في التوجيه أو التخطيط التربوي الذين قضوا ست (6) سنوات من العمل على الأقل بهذه الصفة.
-
الحراسة العامة:
-
الحارس(ة) العام(ة) للخارجية:
يتولى الحارس العام للخارجية المهام والمسؤولياتالأتية:
- تتبع أوضاع التلاميذ التربوية والتعليمية والسيكولوجية والاجتماعية والصحية.
- ضبط ملفات التلاميذ وتتبعها وإنجاز الوثائق المتعلقة بتمدرسهم.
- مراقبة تدوين التلاميذ بالملفات المدرسية من لدن المدرسين وإنجاز الأعمال الإدارية التكميلية المتعلقة بها.
- تلقي التقارير بخصوص انضباط التلاميذ وعرض غير المنضبطين منهم على مجالس الأقسام عند الإقتضاء.
- تنسيق أعمال المكلفين بمهام الحراسة التربوية العاملين تحت إشرافه وتأطيرهم ومراقبتهم.
- المشاركة في تنظيم مختلف عمليات التقويم والامتحانات وتتبعها ومراقبتها.
- إعداد تقارير دورية حول مواظبة وسلوك التلاميذ وعرضها على مجالس الأقسام.
-
الحارس العام للداخلية:
يتشكل فريق الإدارة التربوية كذلك من الحارس العام للداخلية في حالة توفر المؤسسة على المطعم المدرسي أو القسم الداخلي، ويقوم بالمهام التالية:
- المحافظة على النظام والإنضباط في القسم الداخلي للمؤسسة.
- السهر على راحة التلاميذ وضمان استقامتهم ونظافة محيطهم.
- مراقبة النشاط التربوي للتلاميذ، وتنشيط الحياة الثقافية والرياضية والفنية للتلاميذ الداخليين، وتقديم المشورة لهم في هذا المجال.
-
شروط إسناد مهام الحراسة العامة:
- أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي من جميع الدرجات الذين قضوا (6) ست سنوات من العمل على الأقل بهذه الصفة، منها (4) أربع سنوات بثانوية إعدادية، والحاصلين على نقطة الإمتياز في أخر تفتيش.
- الملحقين التربويين من الدرجة الثانية على الأقل (سلم10) الذين قضوا (6) ست سنوات من العمل على الأقل بهذه الصفة، منها (4) سنوات بثانوية إعدادية.
- ملحقي الإقتصاد والإدارة من الدرجة الثانية على الأقل (السلم10) مع (6) ست سنوات من الخدمة بهذه الصفة، منها (4) أربع سنوات في ثانوية إعدادية.
-
المسؤول عن المصالح المادية والإقتصادية (المقتصد):
يتم تكليف مسؤول عن المصالح المادية والإقتصادية لمؤسسة التعليم بالثانوي الإعدادي في حالة توفرها على الداخلية، ويتولى المهام والمسؤوليات التالية:
- التدبير المالي والمادي والمحاسباتي لمؤسسة التعليم وكذا للمطاعم والداخليات الموجودة بها تحت سلطة ومسؤولية المدير.
وبهذه الصفة فإنه يقوم بمهام كثيرة ومتنوعة:
- المساهمة في أعمال مجلس التدبير.
- تجهيز الفصول الدراسية والمختبرات وقاعات الأكل وغرف النوم والساحات…
- السهر على تغذية التلاميذ، وترميم وإصلاح بعض أجهزة المؤسسة.
- المحافظة على الأوراق المادية للمؤسسة، واستخلاص مداخيل المؤسسة وضبطها.
- التأكد من قيمة النفقات الحقيقية ومن عدم تجاوزها للاعتمادات المرصودة.
- تقديم نتائج التسيير المالي والمادي لرئيس المؤسسة كل ثلاث أشهر وكلما دعت الضرورة إلى ذلك.
- الخضوع لمراقبة مفتشي المالية، ومفتشي الإقتصاد، والمفتش العام المختص.
- توزيع حصص العمل لهيئة الإدارة التربوية:
- على كل الموظفين المكلفين بالتسيير (المدير، الحراس العامين، المسؤول عن المصالح الإقتصادية…) الحضور إلى المؤسسة قبل دخول التلاميذ بربع ساعة، وألا يغادرها إلا بعد خروج آخر تلميذ، وذلك خلال أيام العمل الأسبوعية، باستثناء الموظفين المتمتعين بعطلتهم الأسبوعية، حسب جدول توزيع الحصص الذي تعده إدارة المؤسسة.
- يتمتع الموظفون العاملون بالإدارة، إضافة إلى يوم الأحد، برخصة يوم مرتين غير متتابعتين في الأسبوع، مع العلم بأنه لا يجوز لمكونات الإدارة التربوية (المدير، الحراس العامين…) أن يتغيبوا في آن واحد، وينبغي إعداد جداول للحصص بكيفية دقيقة تبرز أنصاف الأيام الأسبوعية المسموح بها لكل إطار، على أساس أن يعمل كل واحد 38 ساعة أسبوعيا.
خاتمة:
من خلال ما سبق يبدو بجلاء أن الإدارة التربوية باعتبارها أصغر وحدة إدارية في أجهزة وزارة التربية والتكوين، تقوم بمهام ومسؤوليات كثيرة ومتنوعة، إداريا وتربويا وماديا واجتماعيا، بالإضافة إلى تعدد المستهدفين من خدماتها (التلاميذ والأساتذة…)، كما أن تعدد مهامها يوازيه تعدد مكوناتها، وكل انسجام بين مكوناتها وعناصرها يؤثر إيجابا على جودة العطاء الدراسي للمتعلمين، وطبيعة الخدمات المقدمة من باقي الأطر، لذلك فهي من الأهمية بمكان في حقل التربية والتكوين.
المصادر والمراجع:
- خالد الميرا- ادريس القاسمي، التشريع الإداري والتسيير التربوي، الطبعة 2010/1431، دار الإعتصام الدار البيضاء.
- العربي اسليماني، المعين في التربية، الطبعة الثامنة 2015، المطبعة والوراقة الوطنية.