وداعا أيها الكروان الاولى إعدادي المفيد في اللغة العربية
وداعا أيها الكروان الاولى إعدادي المفيد في اللغة العربية: نقدم لكم تحليل متكامل للنص القرائي وداعا أيها الكروان للمستوى الاولى اعدادي دروس المفيد في اللغة العربية.
يمكنكم تحميل جميع دروس اللغة العربية الاولى اعدادي من موقع المفيد ومشاركتها مع زملائكم، أو يمكنكم تصفح ومشاهدة دروس المفيد في اللغة العربية للسنة الاولى اعدادي pdf بدون تحميلها.
حمل تطبيق جميع الدروس اللغة العربية الاولى إعدادي جميع المراجع
أما إذا كنت تريد شرح الدروس عبر الفيديو يمكنكم تحميل تطبيق منصة التعليم عن بعد
المرجو مشاركة الدرس مع زملائكم.
وداعا أيها الكروان الاولى إعدادي المفيد في اللغة العربية
نص الانطلاق:
أول ما كنت هذا الحي من خمس عشرة سنة، كنت أسعد بشدو الكروان في الليل. هذا الطائر الجميل الأبيض الذي لا يحلو له التحليق إلا في الليالي المقمرة، كان يسعدني بصوته، كانوا يقولون لنا ونحن صغار، إن إنشاده يقول: الملك لك يا صاحب الملك.
كانت هذه الكلمات تتوافق مع صوت هذا الغريد، الذي يفوق صوته صوت البلابل. كنت أفهمه وأحس وقع صوته في قلبي، كان قلبي ينشد معه: الملك لك يا صاحب الملك.
كان بيتي محاطا ببيوت جميلة ذات حدائق، وبقصور ريفية رائعة، وكانت تلك القصور جميلة كالحدائق التي تحيط بها، إنها قطع فنية معمارية رائعة.
وفجأة أخذت أصوات الكروانات تقل شيئا فشيئا. لم أدرك السبب أول الأمر، ثم عرفت بعد فوات الأوان أن القصور من حول بيتي تختفي، وتقوم مكانها وعلى مساحتها الكاملة العمارات الضخمة في شكل مكعبات من الإسمنت والحديد والرخام الصناعي والرجاج. لقد زالت الحدائق وأشجارها، ولم تجد الكروانات أشجار تعشش فيها فاختفت، وبدلا من شدو الكروان، صرت أسمع أصوات موسيقية صاخبة تنبعث من تلك العمارات الجديدة.
ولقد حلت محل الأشجار غابات هوائيات التلفاز، فاختفى الربيع وتلوثت زهور الصيف ووروده. كل ذلك ذهب حيث مضى الكروان. انتشرت عمارات الإسمنت كأشباح رهيبة قضت على كل ما هو إنساني في حياتنا، هذه العلب الصفيحية تسد علينا أفق الفضاء، وتخنق الجو، وأخشى أن نختفي كما اختفت الكروانات والأشجار.
لا أنسى يوما من أيام الربيع من خمس سنوات، عدت من رحلة طويلة في أوروبا، كانت متعتي أن أتناول الفطور في شرفتي، وتحت بصري حديقة أنيقة في قصر جميل على ضفة النهر. روعني أن أجد أن حديقتي الحلوة قد زالت، ورأيت مكانها هيكل إسمنت مسلح يصعد، وعشرات العمال يشتغلون، لقد اكتملت العمارة واختفى وراءها النهر. صارت العمارة الضخمة تحجب عنا النور والهواء وتكتم أنفاسنا.
إن عزائي الوحيد هو هذا الركن الصغير بين هذه العمارات، أرى منه النهر وتنفذ إليَّ منه أشعة من نور. أنشأت في هذا الموضع حديقة متواضعة تضم أصيص زهر وأشجار ظل، هنا أيضا: غرست شجرة ورد لأنني لا أستطيع أن أحيا إلا إذا كانت بقربي هذه الشجر، لأن الورود تنمو بالحب، إنها تأنس بمكانها، فإذا نقلتها من مكانها أو إذا أسأت معاملتها بكت واندثرت. هذه الحديقة هي أنيسي اليوم، إنني أجلس إليها في الصباح وبعد الظهر وأناجيها. فالكروان لن يعود، إنه مضى، فهو في حاجة إلى أشجار وسماء صافية وضوء قمر، هذه كلها اختفت، فلم يعد لها مكان. لا شك أنه هاجر إلى فضاء آخر لينشد فيه بصوته الرخيم: الملك لك يا صاحب الملك.
د. حسين مؤنس « مجلة الفيصل » العدد 63
أولا: تأطير النص:
1-صاحب النص:
هو الكاتب وَالمُفكر والمؤرخ المصري. حُسَين مؤنس، المزداد سنة 1911 بمدينة السويس، نشأ في أسرة كريمة، وتعهده أبوه بالتربية والتعليم، فشَبَّ محبًا للعلم، مفطورًا على التفوق والصدارة، بعد الشهادة الثانوية تخصص في التاريخ بكلية الآداب، شغل عدة مناصب منها: أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب، جامعة القاهرة، مدير عام بوزارة التعليم، مدير معهد الدراسات الإسلامية في مدريد، رئيس تحرير مجلة الهلال وروايات الهلال وكتاب الهلال، ظل وافر النشاط متوقد الذهن على الرغم من كبر سنه، وضعف قدرته على الحركة، وملازمته للمنزل حتى لقي الله في 17 مارس 1996م.
من مؤلفاته:
- “فجر الأندلس”
- “تاريخ المغرب وحضارته من قبل الفتح العربي إلى بداية الاحتلال الفرنسي” في مجلدين كبيرين،
- “معالم تاريخ المغرب والأندلس”
- “تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس”
- رحلة الأندلس،
- حديث “الفردوس الموعود”.
2- مصدر النص:
نص “وداعا أيها الكروان” مقتطف من العدد 63 من “مجلة الفيصل”.
3- نوعية النص: نص سردي يندرج ضمن المجال السكاني.
ثانيا: ملاحظة النص:
1- تحليل العنوان:
أ- تركيبيا: العنوان عبارة عن جملة فعلية حذف فعلها تقديره: “أُوَدِّعُكَ وداعًا أيُّهَا الكروان”
ب- دلاليا: يدل العنوان على أن الكروان سيرحل بلا عودة، لكننا نجهل سبب هذا الرحيل.
والكروان هو: طَائِرٌ مِنْ فَصِيلَةِ الدَّجَاجِيَّاتِ ، مِنْ رُتْبَةِ طَوِيلاَتِ السَّاقِ ، أَغْبَرُ اللَّوْنِ ، لَهُ مِنْقَارٌ مُقَوَّسٌ نَحْوَ الأَسْفَلِ ، جَمِيلُ الصَّوْتِ ، مُهَاجِرٌ ، يَعِيشُ قُرْبَ الأَنْهُرِ وَالشَّوَاطِئِ، كما يظهر في الصورة جانبه.
2- التعليق على الصورة: صورتان فوتوغرافيتان تظهر في الأولى أغصان شجرة قليلة الأوراق، وعلى أغصانها طائر الكروان. وتظهر في الثانية شارع مدينة مليء بالسيارات وبجانبه عمارات اسمنتية، ولا وجود لأي نبتة أو شجرة بجنباته كما لأنه لا يوجد أثر للكروان. والصورتان صورتان متناقضتان تدل على صراع بين مجال أخضر بدأ يتآكل ومجال اسمنتي مزدهر ومتسع.
3- العلاقة بين العنوان والصورة: علاقة تكامل، فالصورتان تكشفان سبب رحيل الكروان وهو اختفاء الأشجار من شوارع المدن التي غطاها الإسمنت.
4- فرضيات النص: من خلال تحليل العتبات نفترض أن النص:
- سيبرز سبب رحيل الكروان.
- سيقارن بين القرية والمدينة.
- سيبين كيف تتطور المدن على حساب المجال الأخضر.
ثالثا: فهم النص:
1- الشروح اللغوية:
- مقمرة: ليلة مضاءة بضوء القمر.
- صاخبة: أصوات جد مرتفعة ومزعجة.
- روعني: أفزعني.
- عزائي: ما يُخفف عني.
2- الحدث الرئيس: حزن الكاتب على رحيل الكروان بسبب اختفاء الأشجار التي كان يتخذها أعشاشا له.
3- الأحداث الجزئية:
الفقرات | المضامين |
من بداية النص إلى رائعة | استمتاع السارد بشدو الكروان وبمنظر البيوت الريفية المحيطة بمنزله. |
من وفجأة
إلى الجديدة |
اختفاء الكروان بعد اختفاء الأشجار التي يعشش بها. |
من ولقد حلت
إلى أنفاسنا |
صدمة السارد من اختفاء الأشجار والنهر والبيوت الريفية وتعويضها بعمارات من الاسمنت المسلح التي كتمت أنفاسه. |
من إن عزائي
إلى آخر النص |
محاولة السارد التخفيف عن نفسه بزرع بعض أشجار الورد في حديقة منزله، بعدما فَقَدَ الأمل في عودة الكروان . |
رابعا: تحليل نص وداعا أيها الكروان (الأولى إعدادي):
1- الحقول الدلالية:
قبل رحيل الكروان | بعد رحيل الكروان |
الليالي المقمرة
بيوت جميلة ذات حدائق قصور ريفية رائعة شدو الكروان أشجار زهور الصيف حديقة أنيقة ضفة النهر |
العمارات الضخمة
موسيقى صاخبة هوائيات التلفاز عمارات الإسمنت هيكل إسمنت مسلح اختفى النهر تحجب عنا النور |
التعليق على الجدول:
نلاحظ أن تواجد الكروان مرتبط بعناصر الطبيعة والمجال الأخضر، واختفاؤه مرتبط بمظاهر التمدن، مما يدل على أن زحف المدن يدمر الطبيعة ويقضي على الكائنات الحية.
2- زمكانية النص:
الزمان | المكان |
قبل خمسة عشرة سنة
الليل –فجأة |
الحي- بيتي -شرفتي – الركن الصغير |
التعليق على الجدول:
نلاحظ أن الزمان والمكان عامين مما ييدل على أن القضية المعالجة في النص ليست مرتبطة بزمان ومكان معين وإنما مرتبطة بأحداث قد تقع في أي مكان.
3- البنية السردية:
البداية | عمليات التحول | النهاية | ||
الحدث المحرك | العقدة | الحل | ||
استمتاع السارد بشدو الكروان المناظر الطبيعية | زحف المدن على حساب المجال الأخضر | اختفاء الكروان والأشجار والنهر | غرس بعض أشجار الورد في حديقة المنزل | اختفاء الكروان إلى الأبد |
4-أساليب النص:
كطبيعة معظم النصوص السردية فالنص يراوح بين توظيف السرد والوصف، ومن أمثلة ذلك في النص:
أ- السرد:
لا أنسى يوما من أيام الربيع من خمس سنوات، عدت من رحلة طويلة في أوروبا،
ب- الوصف: ومثاله من النص:
كان بيتي محاطا ببيوت جميلة ذات حدائق، وبقصور ريفية رائعة، وكانت تلك القصور جميلة كالحدائق التي تحيط بها، إنها قطع فنية معمارية رائعة..
5 – قيم النص:
قيمة بيئية: الحفاظ على المجال الأخضر من الاندثار.
خامسا: تركيب نص الأصدقاء الجدد (الأولى إعدادي).
منذ أن سكن السارد هذا الحي وهو يستمتع بشدو طائر الكروان فيي الليالي المقمرة وبمنظر البيوت الريفية المحيطة بمنزله، لكنه تفاجأ ذات يوم باختفاء صوت الكروان، ليكتشف بعد ذلك أنها لم تختفي لوحدها، وإنما اختفت معها الأشجار والبيوت الطينية بل حتى النهر الذي كان يراقبه من شرفة منزله قد حجبته عنه العمارات الإسمنتية التي حلت محل الأشجار، وبدل شدو الكروان صار يسمع أصوات موسيقى صاخبة تنبعث من العمارات، وللتخفيف عن نفسه زرع بعض أشجار الورد في حديقة صغيرة ليقضيي الوقت في مناجاتها، بعدما فقد الأمل في عودة الكروان.
ويناقش النص قضية الزحف الإسمنتي وما يخلفه من تدمير للمجال الأخضر الذي يشكل مأوى للكائنات الحية مما يؤدي إلى اختفاءها.